يقدم تحديث Spec III ميزة "مسجّل البيانات" الجديدة. توفر هذه الأداة عرضًا بصريًا لبيانات قيادتك لتتمكن من مراجعتها وتحليلها، تمامًا كما في سباقات السيارات الواقعية. في هذا الدليل سنقدم بعض الأمثلة عن كيفية استخدام مسجّل البيانات إذا كانت هذه المرة الأولى لك.

ولكن لماذا نستخدم مسجّل البيانات؟ من خلال تحليل بياناتك، يمكنك اكتشاف أساليب لتحسين أدائك كسائق. ولهذا السبب، يجب أن تبدأ بمقارنة مجموعتين من البيانات، بدلًا من الاكتفاء بتحليل مجموعة واحدة. يمكنك تحميل أفضل لفاتك الشخصية، أو حتى تنزيل بيانات الإعادة للاعبين الأسرع في التصنيفات عبر الإنترنت. قارن بين بياناتك ومثال محدد، ثم ابحث عن الاختلافات وطرق التحسين. هذا كل ما يتعلق بأساسيات مسجّل البيانات.

لنلقِ نظرة على مثالين لذلك.

■ مقارنة تقنيات القيادة وتطويرها

ما الفرق بين السائق السريع والسائق البطيء؟ سنستعرض في هذا المثال مقارنة بين سائقين يقودان السيارة نفسها على المنعطف الأول بحلبة تسوكوبا، ونبحث عن أساليب للتطوير.

هنا سنقارن بين الخطين الأزرق والأصفر، حيث يمثل الخط الأزرق زمنًا أبطأ. عند مقارنة خطوط رسم "السرعة والفجوة" وبيانات "مسار القيادة" لكل سيارة، توجد عدة نقاط تجب ملاحظتها. يمكنك ملاحظة أنه بينما وصلت السيارتان إلى السرعة القصوى نفسها في الطريق المستقيم الأخير (النقطة A)، بدأت السيارة الزرقاء الفرملة أولًا (B). هذا يعني أن سرعة السيارة الزرقاء انخفضت كثيرًا عند دخول المنعطف (C)، فلم تتمكن من التسارع إلا عند الخروج من المنعطف، معتمدة على الزخم لعبور نقطة الانعطاف (D).

بينما واصلت السيارة الصفراء الفرملة بثبات عند دخول المنعطف. لذا، مع انخفاض الحد الأدنى للسرعة لديهم (E)، تمكنوا من زيادة سرعتهم تدريجيًا عند الخروج من المنعطف.

هذا منعطف واحد فقط، ومع ذلك إن الفارق الزمني عند الخروج قد أصبح نصف ثانية. تشير البيانات المعروضة إلى أن السيارة الزرقاء يمكنها تحسين زمنها عبر تأخير الفرملة، وتقليل المدة التي لا يحدث فيها فرملة أو تسارع.

عند مقارنة بيانات القيادة في مسجّل البيانات هكذا، يصبح من السهل تحديد مواضع وأسباب الفروق الزمنية. حلل أداء السائقين الأسرع وحاول تقليد أساليبهم لتحقيق نجاح أسرع في السباق.

■ مقارنة إعدادات السيارة وتحسينها

يُعد مسجّل البيانات أيضًا أداة رائعة لضبط إعدادات سيارتك. فلنغيّر السيارات ونستعرض المنعطف الأول بحلبة تسوكوبا مجددًا.

السيارة الصفراء تستخدم الإعدادات الافتراضية. السيارة الزرقاء زادت القوة السفلية على المقدمة (وهو ما يعني مزيدًا من الوزن على الإطارات الأمامية). ألقِ نظرة على السيارة الزرقاء: مع أنها بدأت الفرملة بعد السيارة الصفراء (A)، استطاعت الزرقاء الانعطاف دون أي توجيه. وذلك لأن القوة السفلية الإضافية على المقدمة حسّنت قدرة السيارة على الانعطاف. نلاحظ أيضًا أن السيارة الزرقاء زادت التسارع وبدأت التحرك أسرع من الصفراء (B). عند الخروج من المنعطف، تكافح السيارة الصفراء مع التوجيه، فتخرج عن مسارها، بينما تمكنت السيارة الزرقاء من اجتياز المنعطف بإحكام أكبر (C). يبلغ الفارق الزمني بين السيارتين عند الخروج من المنعطف 0.3 ثانية.

تشير هذه البيانات إلى أنه حتى عند اتخاذ منعطف سرعة منخفضة مثل المنعطف الأول بحلبة تسوكوبا، إن زيادة القوة السفلية تؤثر بصورة ملحوظة. السيارة المستخدمة في هذا الاختبار تميل تلقائيًا إلى التوجيه، ولكن كما نرى، على المضامير ذات المنعطفات الضيقة مثل تسوكوبا، إن زيادة القوة السفلية على المقدمة تحسّن الانعطاف وتقلل الزمن.

باستخدام مسجّل البيانات، لن تحتاج إلى الضبط بناءً على الإحساس فقط. يمكنك رؤية كل البيانات لتعرف ما يصلح والتحسينات التي يمكن إجراؤها. في هذا المثال، زدنا القوة السفلية على المقدمة، لكن هل يمكنك الحصول على التأثير نفسه إذا قللت القوة السفلية الخلفية فقط؟ جرّب ذلك واكتشف ما الذي يستطيع مسجّل البيانات فعله لإعداداتك.

هاتان طريقتان فقط لاستخدام مسجّل البيانات، لكن يمكنك أيضًا استخدامه لمقارنة سيارتين مختلفتين على المضمار نفسه، أو بين بيانات أنواع إطارات مختلفة.

الأمثلة السابقة تستخدم "العرض 1"، لكن توجد طرق أخرى لعرض البيانات أيضًا. يتيح لك "العرض 2" رؤية مدخلات مثل دواسة الوقود والفرامل بجانب قوة التسارع الجانبية ومعلومات أخرى، بينما يركز "العرض 3" على بيانات مثل السرعة وعدد لفات المحرك في الدقيقة. توجد الكثير من البيانات لاستكشافها وتحليلها، فاحرص على الاطلاع عليها.